الخميس، 7 يوليو 2011




حسن الإختيار لأجمل الأشعار في مناجاة العزيز الغفار




الحمد لله الكبير المتعال ، العظيم ذي الجلال ، من له كل صفات الكمال ، تنزه عن التكييف والتعطيل والتشبيه والمثال ، والصلاة والسلام على خير من تكلم من البشر وقال ، وعلى من حمل ماتنوء بحمله الجبال ، وعلى من بين الحرام والحلال ، سيدنا وحبيبنا محمد وعلى جميع صحبه والآل .
أما بعد فإن خير الكلام كلام الله القرآن العظيم ، ثم كلام الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، ثم يأتي بعد ذلك في الأفضلية ، ذكر الله وتعظيمه والصلاة على نبيه .
والشعر كلام ، حسنه حسن وقبيحه قبيح ، غير أن له في النفوس تأثير غريب وفعله في القلوب فعل عجيب .
وخير ما قال الشعراء ، وتحدث به العباد والعلماء ، ماكان فيه ثناء ، وخوف ورجاء لرب الأرض والسماء .
ماكان قائليه من نفوسهم في نفور ، يناجون ربهم الرحيم الغفور ، ويمدحونه بما هو أهله ، ويسألونه من رحمته وفضله .
يعظمون فيه ربهم ، ويشتكون من ذنوبهم ، فكل ماأهمهم ، أن يرضى الله عنهم .
يسألون الله الجليل ، فما لهم عنه بديل ، أن ينزل الخير الجزيل ، ويرفع الشر الوبيل .
ماكان فيه خضوع ، ورقة ودموع ، ويعلنون فيه المحبة ، والمودة والقربة ، لربهم الرحمن ، الكريم المنان ، يطمعون في الجنان ، ويخافون من النيران .
يعترفون بالتقصير ، في حق ربهم السميع البصير ، فكم نعمة انعم بها عليهم لم يقوموا بشكرها ، وكم من فعلة حرمها عليهم قاموا بفعلها ، فخوفهم من الله كبير ، ورجاؤهم فيه كثير .
وقد رأيت أن أجمع في هذا الموضوع ، من الشعر ماكان من هذا النوع ، أعني مافيه مناجاة وابتهال ، وتذلل وسؤال ، للعظيم الكبير المتعال .
فرجائي من أخواني المؤمنين ، من أعضاء ومشرفين ، وكذلك الزوار الغير مشتركين ، أن يزوروا صفحتي بين حين وحين .
فمثل هذا الشعر يغذي الروح ويزكيها ، ويروي بذرة الإيمان وينميها ، ويبعد عن النفس الهموم ويجليها
مع الوعد مني والتأكيد ، بأذن الله العزيز الحميد ، بأن أتعهد الموضوع بالتجديد ، سائلا الله التوفيق والهداية ، مستعينا به فهو حسبي وكفاية .
ومن أراد من أخواني أن يساهم ، في موضوعي بشعرٍ فلست لائم ، بل الشكر له موصول ونسأل الله له القبول ، على أن يكون في نفس السياق ، مدحاً وحباً لربنا الرزاق .
وأخيراً إخواني لا أمراً بل رجاء ، لا تنسوا أخاكم ، فأني والله محتاج إلى الدعاء ، فلعل الله علام الغيوب ، أن يغفر ماسلف من الذنوب ، وأن يرزقنا التوفيق والثبات ، وحسن الخاتمة عند الممات .




إلهـي لا تعذبنـي فإنـي ... مقـرٌّ بالذي قـد كـان منـي
ومالي حيلـة إلا رجائـي ... لعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكـم من زلة لي في البرايا ... وأنـت عليَّ ذو فضـل ومنّ
إذا فكرت في قِدمي عليهـا ... عضضت أناملي وقرعت سنـي
يظن الناس بي خيـراً وإني ... لشر الخلـق إن لم تعفُ عنـي
أجن بزهرة الدنيـا جنونـاً ... وأفني العمـر فيهــابالتمنـي
وبيـن يدي محتبـس ثقيـل ... كأنـي قـد دعيـت لـه كأني
ولو أني صدقت الزهد عنهـا ... قلبت لأهلهـا ظهـر المجـنّ

( أبو العناهية )




وأنت إله الخلق ربي وخالقي ... بذلك ما عَمَّرتُ في الناس أشهد
تعاليت رب الناس عن قول من دعا ... سواك إلها أنت أعلى وأمجد
لك الخلق والنعماء والأمر كله ... فإياك نستهدي وإياك نعبد

( حسان بن ثابت رضي الله عنه )




على أبوابكم عبد ذليل ... كثير الشوق ناصره قليل
له أسف على ماكان منه ... وحزن من معاصيه طويل
يمد إليكم كف افتقار ... ودمع العين منهمل يسيل
يرى الأحباب قد وردوا جميعا ... وليس له إلى ورد سبيل
أكون نزيلكم ويضام قلبي ... وحاشا أن يضام لكم نزيل
فإن يرضيكم طردي وبعدي ... فصري في محبتكم جميل
وحق ولائكم وشديد شوقي ... سلوِّي عن هواكم مستحيل
قضيت بحبكم ايام عمري ... فلا أسلوا وهل يسلى الجميل





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق